أدوات الوصول

Skip to main content

المدونة

ابق على اطلاع بأخبارنا الجديدة!

الذكاء الاصطناعي زميلك الجديد، وليس بديلاً عنك.

AI teammate ar dffab42c


مقدمة: الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية

في كل مكان نلتفت إليه اليوم نسمع عن “الذكاء الاصطناعي”، ربما جرّبته من خلال تطبيق يكتب لك نصًا، أو أداة تقترح عليك تصميماً أو حتى تساعدك في البرمجة، أصبح من الواضح أنه يؤثر في حياتنا اليومية بشكل ملحوظ بل ويؤثر في مجالات الأعمال المختلفة. حيث أن العديد من الشركات الكبرى والصغرى، بدأت بالفعل في إدخاله إلى دائرة عملها، ويتزايد الحديث حول مدى تأثيره وإمكانياته في أداء الكثير من المهام خاصةً مع تطوره السريع الذي قد يقلق البعض.
لكن الحقيقة أنه أداة “داعمة”، تهدف إلى مساعدتنا وتزيد من الانتاجية، فهو يعتمد على العنصر البشري لتوفير المعلومات وتوجيهه في الاتجاه الصحيح،  لذا يمكن تشبيهه بـ”زميل العمل” الذي يعمل على المساعدة في انجاز المهام. حيث أن النجاح الحقيقي لا يأتي من الاعتماد بالكامل عليه، بل من معرفة كيفية استخدامه بالشكل الصحيح. قد يكون من أبرز المجالات التي أثر فيها استعمال الذكاء الاصطناعي هو مجال تطوير البرمجيات حيث أصبح استعماله جزء من عملية التطوير، و في هذا المقال نستعرض دوره في مجال تطوير البرمجيات، وبعض من إمكانياته وحدوده، ولماذا أصبح من الضروري لكل مبرمج أو مهتم بالتقنية أن يعرف كيف يتعامل معه بشكل صحيح.

لماذا يجب أن نتبنى استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمالنا

الكثير من الأشخاص ينظر إليه وكأنه خطر قادم، فيقوم بتجنبه أو يرفض التعامل معه. لكن الحقيقة أن تجاهله لن يوقف تطوره. التكنولوجيا لا تنتظر أحد، فهي تتقدم يومًا بعد يوم، وتدخل في كل المجالات تقريبًا. من يرفض استخدامه اليوم، قد يجد نفسه غدًا متأخرًا عن الجميع.

في المقابل، من يتعلم كيف يستخدمه يفتح لنفسه أبوابًا جديدة. يصبح أسرع، أكثر إنتاجية، ويستطيع إنجاز مهامه بجودة أعلى. وهذا لا يعني أنه يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي، بل يستخدمه بذكاء ليُسهّل عمله ويطوره.

اليوم، كثير من الشركات الكبرى والصغيرة أصبحت تفضل توظيف من يعرف كيف يتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي. ليس لأنه “يعرف التقنية”، بل لأنه يُثبت أنه شخص متجدد، يواكب التطور، ويعرف كيف يستغل الأدوات الجديدة لصالح تطوير أعماله.

واستخدام الذكاء الاصطناعي لا يُقلل من قيمة الإنسان، بل يُضاعفها إذا استُخدم بوعي. المطور أو الموظف أو أي شخص يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، يثبت أنه لا يعتمد على الجهد وحده، بل على الفهم والاختيار والتوجيه الصحيح.

الذكاء الاصطناعي لن يأخذ مكانك إذا كنت تتعامل معه كأداة مساعدة، لا كمنافس. هو لا يلغي دورك، بل يعزّزه. وكما أن الحاسبة لم تُلغِ دور المحاسب، بل جعلته أسرع وأكثر دقة، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم يفتح لك فرصة لتكون أفضل وأسرع وأكثر تأثيرًا في مجالك.

الذكاء الاصطناعي أداة قوية إن استعملت بحكمة:

يُعد الذكاء الاصطناعي من الأدوات الواعدة في تطوير البرمجيات لما يقدمه من تعزيز الإنتاجية وتسريع للابتكار. ومع ذلك يجب التعامل معها بحكمة، حيث يمكن أن يُنتج كود برمجي يبدو صحيحًا من حيث البنية، لكنه قد يحتوي على أخطاء منطقية قد تسبب عيوب في الأداء أو الآمان.

مطور البرمجيات الذي يمتلك أساسًا قويًا في المفاهيم البرمجية، يدرك أن إنتاج كود برمجي جيد يتطلب تفكيرًا وفهمًا سياقيًا، وأنه لا يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده. ومطور البرمجيات قادر على فهم الكود البرمجي الذي يولده الذكاء الاصطناعي، وقادر على مراجعته، اختباره وتحسينه، حيث أن مطور البرمجيات الجيد لا يتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمصدر “سحري” لتوليد الكود البرمجي، بل كأداة مساعدة تتطلب إشرافًا وتقييمًا دقيقًا لضمان الجودة العالية والموثوقية في نشر البرمجيات.

أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال تطوير البرمجيات:

يتكون فريق تطوير البرمجيات من عدة أعضاء، لكل منهم دور محدد يساهم في نجاح المشروع. من بين هؤلاء، يلعب مطور البرمجيات دورًا محوريًا، لا يقتصر فقط على كتابة الكود البرمجي، بل يشمل أيضًا فهم متطلبات المشروع، وتحليل المشاكل، وتصميم الحلول، واختبار النظام، وصيانته وتحديثه بشكل مستمر.

عملية التطوير تشمل على مهام كثيرة، بعضها روتيني ومتكرر ويستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة تتيح للمطور التركيز على المهام الإبداعية والمعقدة، مما يعزز الإنتاجية ويزيد من فرص الابتكار. يساهم ذلك في تقليل مدة التطوير، مع الحفاظ على جودة عالية، مما يؤدي بدوره إلى خفض تكاليف التطوير وإرضاء أصحاب المصلحة.

تتوفر العديد من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي يمكن للمطور الاستفادة منها في مراحل متعددة من عملية التطوير، استعمال هذه الأدوات يعتمد على احتياجات العمل التي قد تختلف من بيئة عمل إلى أخرى، ويوجد العديد من الإستخدامات لهذه الأدوات وفي ظل جعل هذا المقال بسيطا سيتم ذكر أبرز الاستخدامات المتعارف عليها :

  • إنشاء الكود البرمجي:
    يستطيع الذكاء الاصطناعي توليد أجزاء من الكود البرمجي بسرعة ودقة، وأحيانًا توقع الكود التالي بناءً على السياق، مما يُقلل من الوقت المستغرق في البرمجة ويُقلل من احتمالية الأخطاء.
  • اكتشاف وتصحيح الأخطاء:
    بعض أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل الكود البرمجي واقتراح تحسينات أو تصحيحات، كما أنها تساعد على فهم رسائل الخطأ المعقدة واقتراح حلول لها. هذا يُقلل من الوقت الذي قد يُهدر في محاولة تتبع مصدر المشكلة يدويًا.

وهذا الإستخدام يتضح من خلال تجربتي البسيطة لهذه الأدوات حيث اردت تطوير مشروع برمجي بسيط ولكن باستخدام طرق برمجية ليست مألوفة بالنسبة لي، بغرض تجربة فاعليته في إنشاء مشروع برمجي من منظور شخص يود الدخول على هذا المجال بدون خبرة كبيرة، تحصلت على نتائج ممتازة مثل اقتراحات معمارية المشروع وخطة العمل وايضا وفر نصائح جيدة عند إنشاء المشروع ولا تقتصر قدرته على النصائح فحسب بل انه قادر على إنشاء أو إقتراح كود برمجي بصورة جيدة ويمكن استخدامها، أيضا عمل على المساعدة في اكتشاف وإصلاح بعض الأخطاء خلال مرحلة التطوير.

من هذه التجربة لوحظ أن استعمال الذكاء الاصطناعي في مرحلة التطوير ساعد على تعلم طرق برمجية جديدة خلال وقت قصير، وهذا الأمر أدى إلى تسريع وتيرة العمل، و يمكن استنتاج أن إستخدام الذكاء الاصطناعي يعمل على سد الفراغ في المستوى البرمجي للمبتدئين مما يجعلهم قادرين على البدء في مسيرتهم في هذا المجال.

أما بالنسبة للمطورين ذوي الخبرة، فإن الذكاء الاصطناعي يتحول إلى مساعد استراتيجي يُعزز من كفاءتهم ويسرّع من إنجازهم للمهام المعقدة. فبفضل خبرتهم، يستطيعون توجيهه بدقة للحصول على حلول أكثر فعالية وجودة. كما تكون لديهم القدرة  على تقييم نتائجه، تحسينها، أو حتى رفضها إذا لزم الأمر، لأنهم يمتلكون الرؤية التقنية والفهم العميق للمشكلات. وهذا يجعلهم قادرين على استغلاله ليس فقط في كتابة الكود البرمجي، بل في تصميم الهياكل المعمارية للأنظمة، وتحسين الأداء، والتخطيط طويل المدى، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار.

أما من منظور أصحاب المصلحة، فإن إستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من قبل المطورين يُعتبر فرصة استراتيجية لتحسين كفاءة فرق التطوير وتسريع دورة الإنتاج، حيث يُساهم في تقليل التكاليف الناتجة عن الأخطاء البشرية، وتسريع تسليم المنتجات دون التضحية بالجودة،  خاصة عندما يُستخدم من قبل مطورين ذوي خبرة لمعرفتهم بكيفية استثمار قدراته بأفضل شكل. 

لذلك من المهم أن يُنظر إليه كوسيلة لتمكين المطورين وليس كبديل عنهم من خلال توفير التدريب المناسب وخلق بيئة تشجع على التعلم المستمر.

 ماذا يمكن أن نستخدم في عملية تطوير البرمجيات؟

كما تم ذكره أدوات الذكاء الاصطناعي عديدة و تتطور بشكل سريع ومستمر، من بين هذه الأدوات Windsurf وCursor وGitHub Copilot، بالإضافة إلى أدوات عامة مثل ChatGPT.

ChatGPT يستخدم كمساعد خارجي، حيث يمكنه شرح الكود البرمجي، توليد أمثلة، أو حتى اقتراح حلول كاملة لمشاكل برمجية ، مما يجعله مفيدا في الفهم والتعلّم السريع أو استكشاف أفكار جديدة.

Github Copilot هو مساعد برمجي ذكي يقوم باقتراح سطور كود برمجي أثناء الكتابة بناءً على السياق، يتميز بسرعته وسهولة دمجه في بيئة العمل اليومية، مما يجعله خيارًا مفضلًا لدى كثير من المطورين.

Cursor هو محرر برمجي مبني على Visual Studio Code، يتيح للمطور كتابة أو تعديل الكود البرمجي باستخدام أوامر بسيطة، كما يمكنه تحليل المشروع بالكامل والإجابة على أسئلة المطور حول الكود البرمجي.

Windsurf هو بيئة تطوير متكاملة (IDE) تحتوي على مساعد ذكي يُدعى Cascade، يتميز بقدرته على تحليل المشروع بعمق، وتقديم اقتراحات للكود البرمجي، وتنفيذ خطوات متعددة بشكل آلي، بالإضافة إلى دعم المعاينة المباشرة للمشروع داخل بيئة التطوير.

الخلاصة

في النهاية، الذكاء الاصطناعي هو شريك استثنائي، يفتح لنا الأبواب للتركيز على ما نجيده: الإبداع، والتعاون، ووضع الرؤية.

عندما نسمح للذكاء الاصطناعي بالتعامل مع البيانات الضخمة والمهام الروتينية، فإننا نمنح أنفسنا المساحة للتفكير بشكل أعمق وحل المشاكل بطرق مبتكرة. المستقبل ليس لمن يخشى هذه الأدوات، بل لمن يتقنها. لذا، انطلق بفضول، وابدأ في استكشاف كيف يمكن لهذا الشريك الجديد أن يساعدك في تحقيق أهدافك.

شارك:

FacebookTwitterLinkedInWhatsAppTelegramViberCopy Link
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *