المدونة
ابق على اطلاع بأخبارنا الجديدة!
سجّلت Cloudflare أكبر هجوم DDoS بقوة 11.5 تيرابت في الثانية: كيف يضع هذا الهجوم كل شركة أمام مسؤولية جديدة؟

خلال الأسابيع الماضية، وبينما كان الكثيرون بعيدين عن الإنترنت، شهد العالم الرقمي موجة هجوم غير مسبوقة. فقد رصدت أنظمة Cloudflare وأوقفت أكبر هجوم DDoS تم تسجيله حتى الآن، بسرعة هائلة بلغت 11.5 تيرابت في الثانية. لم يكن الأمر مجرد حادثة عابرة، بل إشارة واضحة إلى مرحلة جديدة من التهديدات الرقمية التي لا يمكن لأي شركة أن تتجاهلها.
في هذا المقال نستعرض ما جرى، ولماذا يشكّل تنبيهًا مهمًا للجميع، والخطوات العملية التي يمكنك اتباعها لحماية بياناتك الرقمية.
عصر جديد من التهديدات السيبرانية

كان الهجوم عبارة عن فيضان ضخم من بيانات UDP وصل إلى ذروة غير مسبوقة بلغت 11.5 تيرابت في الثانية و5.1 مليار حزمة بيانات في الثانية الواحدة. ولتوضيح الصورة، فإن هذا الهجوم الواحد تجاوز الرقم القياسي السابق لـ Cloudflare البالغ 7.3 تيرابت في الثانية، والذي سُجّل قبل أشهر قليلة فقط في مايو 2025. ورغم شدته، لم يستمر الهجوم سوى نحو 35 ثانية، ما يعكس السرعة الكبيرة والقوة المتصاعدة التي باتت تميّز التهديدات الإلكترونية الحديثة.
الجانب الأكثر لفتًا للانتباه في هذه الحادثة هو طريقة التصدي لها. فقد تم رصد الهجوم واحتوائه بالكامل عبر أنظمة الحماية الآلية الخاصة بـ Cloudflare، هذا التدخل التلقائي جعل الهجوم، رغم ضخامته التاريخية، يمرّ دون أن يتعرض العميل المستهدف لأي انقطاع في الخدمة.
قد يبدو هجوم بقوة 11.5 تيرابت في الثانية وكأنه مشكلة بعيدة تخص الشركات الكبرى فقط، لكنه في الحقيقة مؤشر خطير على اتجاه عام يمس الجميع. فهجمات DDoS تتزايد بشكل ملحوظ من حيث الحجم والتكرار، ومع انتشار شبكات 5G ذات السرعات العالية والأجهزة المتصلة بالإنترنت (IoT) غير الآمنة، يتوقع الخبراء أن نشهد قريبًا هجمات تتجاوز 20 تيرابت في الثانية.هذه الحادثة بمثابة جرس إنذار لصناعة التقنية بأكملها. فالمهاجمون يطورون أدواتهم باستمرار ويختبرون حدود البنية التحتية الرقمية. الاعتماد على أنظمة الحماية التقليدية داخل المؤسسات لم يعد خيارًا واقعيًا، لأن حجم الهجمات الحديثة قادر بسهولة على تجاوز قدراتها. ولهذا، أصبحت الحماية السحابية ضرورة أساسية، ليس فقط لتفادي الانقطاعات، بل لضمان مرونة البنية الرقمية أمام تهديدات تتطور يومًا بعد يوم.
كيف تحمي عملك: خطة دفاع استباقية
لا تحتاج أن تكون شركة عملاقة لتصبح هدفًا للهجمات. فالاستراتيجيات التي ساعدت على صد هذا الهجوم القياسي متاحة وقابلة للتطبيق على مختلف أحجام الأعمال. وانطلاقًا من الدروس المستفادة، هذه أربع خطوات أساسية يجب أن تعتمدها أي شركة:
- تفعيل الحماية السحابية من هجمات DDoS: الأجهزة التقليدية داخل المؤسسة يمكن أن تنهار بسرعة أمام الهجمات الضخمة. أما خدمات الحماية السحابية فتوفر قدرة مرنة تكاد تكون غير محدودة لامتصاص حتى أكبر الهجمات، وهي خط الدفاع الأول والأهم.
- تطبيق أنظمة الكشف والاستجابة الآلية: هجوم بقوة 11.5 تيرابت لم يستمر سوى 35 ثانية، وهو وقت لا يسمح بأي تدخل بشري فعال. لذلك أصبحت الحلول الأمنية الحديثة التي تكشف وتتصدى للهجمات تلقائيًا وفي الزمن الحقيقي ضرورة لا خيارًا إضافيًا.
- اعتماد نماذج أمنية استباقية: لا تنتظر حتى يكشف الهجوم ثغراتك. تبنَّ نموذج Zero Trust، وراقب الشبكة بشكل مستمر، وأجرِ اختبارات اختراق دورية. الكشف المبكر عن نقاط الضعف ومعالجتها أفضل بكثير من محاولة التعامل مع أزمة أثناء وقوعها.
- تطوير خطة واضحة للاستجابة للحوادث: يجب أن تعرف بالضبط ماذا تفعل عند وقوع هجوم. تتضمن الخطة التواصل الفوري مع مزود خدمة الحماية، وتوثيق كل تفاصيل الحادثة، وتجنّب إجراء تغييرات على البنية التحتية أثناء الهجوم، لأنها قد تزيد الأمور سوءًا.
الخلاصة
لم يكن هجوم DDoS بقوة 11.5 تيرابت مجرد رقم قياسي جديد، بل رسالة تحذير واضحة. لقد أظهر القوة المتصاعدة لمجرمي الإنترنت، وأكد أن الدفاعات السحابية والآلية الحديثة لم تعد ترفًا بل ضرورة. من خلال فهم هذه الاتجاهات وتطبيق خطة دفاع استباقية مبنية على الحماية السحابية والأتمتة، يمكنك ضمان مرونة عملك أمام التهديدات القادمة. فالسؤال لم يعد: هل سيحدث هجوم واسع النطاق مرة أخرى؟ بل: متى سيحدث؟للمزيد حول Cloudflare وحلولها في الحماية السحابية، يمكنك زيارة هذا الرابط
شارك:
هل لديكم توضيح بسيط للمستخدمين العاديين وايضا كيفية حمايتهم عن طريقكم ؟